مركز الهادي مؤسسة تعنى بالانشطة ذات الطابع الاجتماعي والثقافي... مؤطرة
بخلفية تنطلق من الهوية الحضارية للأمة الاسلامية - ذات البعد الرسالي - مِن وَفِي
اتجاه مجتمع إنساني مبني على التعدد والتنوع...
غاية هذه الانشطة تحقيق الاندماج الكامل في المحيط الاجتماعي والثقافي -
دون فقدان الهوية - وكسب رهان التعايش... وذالك عبر مشروع مجتمعي متكامل ياخذ بعين
الاعتبار هوية المركز التي تطبع كل الانشطة وعلى امتداد مراحل تنزيل هذا المشروع
بطابعها المتميز دون أن تجعل من ذالك عنوناً للإصطدام والتصادم، مع مراعاة خصوصية
المحيط سواء منها الاجتماعية أو الثقافية... والذي يعتبر المركز نفسه جزءً منه فيما يرتبط بالانتماء، معنيٌ بكل ما
يتعلق بتقدمه واستقراره ورخائه... وسيعمل بكل الامكانات المتاحة وبشراكة مع جميع
الفاعلين وعلى اختلاف مشاربهم لتحقيق كل الاهداف المنشودة.
إن المركز وإذ يركز على مسألة الهوية وجوهريتها في مشروعه، فإن ذالك إنما
يأتي في ظل وعي كامل وتام بأنه يعيش ضمن مجتمع يومن بالتعدد والتنوع... كعنصر
أساسي في التقدم والتطور، وأن هذا التقدم لن يتأتى الا بإشراك الجميع كل من موقعه
في عملية البناء، وأن هذه الهوية تفرض العمل على قاعدة « يأيها الناس إنا خلقناكم
من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ». وعلى قاعدة أن الناس صنفان : «
إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ».
إن المركز وإيماناً منه بقيم التسامح وثقافة الحوار التي يمليها العيش في
مجال متعدد ومتنوع، فإنه يضع إمكانياته رهن إشارة الجميع مؤسسات وأفراد، لتثبيت
هذه القيم والمفاهيم وتطويرها فيما يحقق تواصلاً أفضل بين جميع مكونات المحيط الذي
ينتمي اليه، وذالك من أجل خدمة الصالح العام الذي يعتبر حاضناً لكل الخصوصيات
وضامناً لاستمرارها وحقها في الوجود.
وأخيراً إن المركز وإن كان ينطلق من موقع خصوصية التعدد والاختلاف
والتنوع، فإن الهاجس الذي يحكمه في كل ذالك، هو البعد الانساني على خلفية « وما
أرسلناك الا رحمة للعالمين ». ومن هنا فإن عمله هو أكبر من أن يحد في فئة أو جماعة
مخصوصة بعينها، بل هو لكل إنسان يندرج تحت عنوان الانسانية ودون التمحيص في مفردات
طائفته أو مذهبه أو جماعته... على ان التركيز في كل ذالك على مد جسور التعاون بين
جميع المكونات، يبقى الهاجس الأكبر للمركز من أجل تحقيق كل الاهداف المسطرة التي
يومن بأن إقرارها، أمر ضروري لتحقيق التوازن داخل المجتمع والذي من شأنه أن يبقيه
بعيداً عن أمراض التطرف... التي عادة ما تشكل مدخلاً لزعزعة استقرار المجتمع
وسلمه الاجتماعي.
مركز الهادي.
No hay comentarios:
Publicar un comentario