Translate

viernes, 23 de mayo de 2014

خطبة الجمعة 7


حقيقة الزواج وبعض منغصاته :

في خطبة الجمعة لهذا اليوم والتي أقيمت بمركز الامام الهادي ببرشلونة، تناول سماحة السيد خطيب المركز بالدرس والتحليل موضوع : حقيقة الزواج وبعض منغصاته، وذالك بعد أن استهل الخطبة بحمد الله والثناء عليه، والصلاة على النبي وآله عليهم السلام، وتلاوة سورة من القرآن الكريم، وتذكير الحاضرين بأهمية تقوى الله عز وجل في حياة المومن، حيث أشار في هذا النطاق الى قوله تعالى : ﴿ يأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ﴾. الأنفال 29. والى قول الباري جل  جلاله : ﴿ يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ﴾. آل عمران. 102. والى قول النبي الأكرم عليه السلام « ... وإن أحبكم اليه أتقاكم ». والى قول أمير المومنين علي عليه السلام : « اتق الله وأحسن، إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ». ليؤكد في نهاية الخطبة الاولى على ما للتقوى من دور بارز في حياة المومن، إذ عليها مدار كل الاعمال وبدون استثناء.

وأما في الخطبة الثانية فقد عرج على المحور الأساسي والمتعلق بحقيقة الزواج وبعض منغصاته، إذ انطلق سماحته في تحليل ذالك من قوله تعالى : ﴿ ومن آيته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ﴾.الروم. 21. حيث اعتبر أن هذه الاية الكريمة، هي من تؤسس لعمق المؤسسة الزوجية، والمقومات التي ينبغي أن تقام عليها، حيث اعتبر أن الاخلاق ولكونها أحد الأبعاد الثلاثة للدين، هي من يرتكز عليها موضوع تأسيس الأسرة اكثر من غيرها، فالاسلام يرى في كل من الزوج والزوجة، سكن للآخر، وأن العلاقة بينهما يجب أن تؤسس على المودة والرحمة والحب المتبادل، والذي يأتي نتيجة الاحترام والتقدير المتبادلين، وخاصة من جانب الزوج الذي يعتبر قائد هذه المؤسسة، إذ أنه من سمات القائد، التجاوز عن الهفوات والزلات، ولا يقف عند كل صغيرة وكبيرة، وهذا السلوك هو من سيجعل منه شخصاً كبيراً في عين الزوجة، مما سيجعلها بدورها ترتبط أكثر بالأسرة، وتضحي بكل شيء من أجل اللإبقاء عليها قائمة، وهذا هو ما يعكسه قول الله تعالى : ﴿ وعاشروهن بالمعروف ﴾.النساء. 19.

فالحياة الزوجية إذاً يؤكد سماحة السيد الخطيب، تقام على هذا العمق الاخلاقي، وليس على الأحكام الشرعية والقوانين التي تتعرض لحقوق وواجبات كل طرف، والتي نجد للأسف الكثير من الناس يفهمونها على هذا النحو، حيث الكل يريد أن يطالب الآخر بالإيفاء بالتزاماته، مما يجعل من بيت الزوجية مكاناً للمطالبة بالحقوق أكثر منه مقراً للدفئ الأسري.

ودعا سماحته الحاضرين الى التأمل في حديث لأمير المومنين يقدم فيه نموذجاً لما ينبغي أن تكون عليه العلاقة الزوجية، حيث يتحدث عن علاقته مع الزهراء عليهم السلام قائلا : « فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً، وكنت أنظر اليها فتنكشف عني الهموم والأحزان ».

فالحياة الزوجية أخذ وعطاء، وبذل وتضحية، ومودة وألفة... وليست ثكنة عسكرية تصدر فيها الأوامر.

ثم انتقل بعد ذالك ليتحدث عن بعض ما يكدر صفو الحياة الزوجية، ورأى في البخل أهم هذه العناصر.

فالبخل في أساسه وعمومه مذموم شرعاً، وقد ورد في حديث للنبي الأكرم عليه السلام قوله : « خصلتان لا تجتمعان في مومن : البخل وسوء الظن بالرزق ». وعن أمير المومنين عليه السلام قوله : « البخل جامع لمساوئ العيوب، وهو زمام يقاد به الى كل سوء ». ومن المشهور كذالك، أن البخيل يعيش حياة الفقير، ويحاسب حساب الغني، لذالك فمن وقى نفسه مرض الشح فقد أفلح كما ورد في القرآن الكريم : ﴿ ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ﴾. التغابن. 16. والبخيل ببخله إنما يستعجل حياة الفقر التي يريد تفاديها من خلال بخله.

ولذالك فان الزوج باعتباره المنفق على الاسرة، إذا كان موصوفاً بالبخل، فانه قد يجعل من حياة الزوجية جحيماً لا يطاق، وقد يهدد بيته بالانهيار في أية لحظة من حيث لا يحتسب، لأن ضمان استمرار الاسرة، يقوم بالأساس على القيام بواجب النفقة لسد حاجية الأسرة، من كسوة وغذاء وتطبيب وتمدرس... وإذا توقف الانفاق على هذه الامور، فانه لن يبقى هناك معنى لوجود الأسرة أصلاً.

ليختم الكلام في النهاية سماحة السيد بالتنبيه الى أنه، وإن حصل تصدعاً في العلاقة الزوجية، فانه ينصح بعدم تدوال مشاكله على نطاق يتجاوز طرفي الاسرة حتى لا تتعقد الامور أكثر، لانه من المفروض في الزوجين المحافظة على خصوصية علاقتهما، وان يكون كل منهما لباس للآخر، ﴿ هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ﴾. البقرة. 187.    

No hay comentarios:

Publicar un comentario