Translate

viernes, 20 de junio de 2014

خطبة الجمعة 10


العفة والقناعة ودورهما الوقائي :

في خطبة الجمعة لهذا اليوم والتي أقيمت بمركز الامام الهادي ببرشلونة، تطرق سيد العربي خطيب المركز ورئيسه بالدرس والتحليل الى موضوع : العفة والقناعة ودورهما الوقائي.

ذالك وبعد أن استهل السيد الخطيب الخطبة بحمد الله والثناء عليه، والصلاة على النبي وآله الأطهار، وقراءة سورة من القرآن الكريم، وتذكير الحاضرين بضرورة تقوى الله مشيراًفي هذا الصدد الى قول أمير المومنين علي عليه السلام : « أيها الناس، اتقوا الله الذي إن قلتم سمع، وإن أضمرتم علم، وبادروا الموت الذي إن هربتم منه أدرككم، وإن أقمتم أخذكم، وإن نسيتموه ذكركم ». عرج على صلب الموضوع من خلال مقدمة نبه فيها الى أن المجتمعات وهي تسعى لتطوير نفسها وتوفير الأمن الغذائي الى منتسبيها، قد تعتري سبلها صعوبات ومعوقات وأزمات... وبالخصوص الاقتصادية منها، ولتجاوزها وتجاوز مخلفاتها الاجتماعية، والاعداد لذالك مسبقاً تجنباً للمفاجآت، فإنه يجب وضع خطة محكمة يكون من ضمن أولوياتها إعداد الفرد إعداداً نفسياً ينسجم مع حجم المأزق.

من هنا فإن الاسلام يطرح القناعة والعفة كقيمتين تربويتين تعملان بالاضافة الى تعزيز مكانة العزة عند المومن، تهييئه للتعامل مع هذا الوضع الصعب، ذالك أن المومن المتصف بالقناعة والعفة، لا شك أن تعاطيه مع الأزمات الطارئة المرتبطة بالاوضاع الاقتصادية الصعبة وأثرها على المستوى المعيشي للانسان، سيكون أفضل بكثير من تعامل غيره مع هذه الأوضاع.

ولقد شجع الاسلام على تمثل القناعة في الذات من خلال روايات متعددة نقتصر على ذكر البعض منها، فقد روي عن أمير المومنين علي عليه السلام قوله : « القناعة مال لا ينفد ». وقوله كذالك : « كفى بالقناعة ملكاً ». وقوله في رواية أخرى : « من رضي من الله باليسير من الرزق، رضي الله منه بالقليل من العمل ».

وكذالك الشأن بالنسبة للعفة، حيث جاء في الروايات، أن : « أول من يدخل الجنة رجل عفيف متعفف ذو عبادة » و « أفضل العبادة العفاف ». وأن « العفاف زينة الفقر ». وروايات أخرى متعددة.

والغاية كما نبهنا الى ذالك هي إعداد المومن لتجاوز العقبات ووقايته من الوقوع في ذل السؤال والطمع والجشع، ووقاية المال العام من طمع وجشع النفوس الغير المبنية على هذا النهج، فالاهتمام بتجاوز الازمات لا يقف في الاسلام عند التفكير في إيجاد المساعدات الاجتماعية للحد من أثر الأزمة، بل يمتد الى الاهتمام بالفرد كي يحسن التعاطي ومن موقع القناعة والعفة مع هذه الاوضاع التي عادة ما تكون عاملاً مساعداً على الانحراف والوقوع في المذلة وارتكاب المحرمات من من تطاول على المال العام والخاص إرضاء للشهوة.

وفي الوقت الذي يمر فيه المجتمع بأزمة اجتماعية طاحنة نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة، فإن العديد من المؤسسات الغير الحكومية نذرت نفسها لتوفير المواد الغذائية للأسر المتضررة من هذه الازمة، كما أن الحكومة المحلية والمركزية وغيرها من مؤسسات الدولة، خصصت منحاً لهذه العوائل بغرض التخفيف من آثار هذه الازمة، لذا يحسن بالمومن أن يعي جيداً أن من حقه أن يحصل عن التعويض عن البطالة المترتب عن عدد أيام العمل التي تمت تغطيتها بالاقتطاع من أجره، كما أنه من حقه أن ياخذ المساعدة المترتبة عن استغراق التعويض عن البطالة، لكن باقي المنح الاخرى التي تعطى للمعوزين، فانه لا يحق له أن ياخذها إذا كان يملك مؤنته الشهرية، كما أنه لا يجوز له أن ياخذ المواد الغذائية المخصصة للأسر المتضررة إذا كان يملك ما يسد به حاجته الشهرية، لأن مثل هذه المساعدات، إنما هي تخصص لمن يعجز عن توفير مؤنته الشهرية، ومن يستعمل الحيلة للحصول عليها دون أن يكون محتاجاً، إنما هو ياكل أموال الغير بالباطل المنهي عنه شرعاً كما صرحت بذالك الاية الكريمة : ﴿ ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ﴾. البقرة. 188.

لذا فالمومن ينبغي أن يستعين في هذا المقام بالعفة والقناعة... كي يقي نفسه الوقوع في الذل والممنوعات، بل ويجب أن يكون في ذالك نموذجاً ومثلاً لغيره ولو كان محتاجاً حتى يقدم أفضل صورة عن الاسلام والمسلمين يختم السيد العربي خطيب المركز.  

No hay comentarios:

Publicar un comentario