Translate

sábado, 28 de junio de 2014

خطبة الجمعة 11


خطبة استقبال شهر رمضان :

في خطبة الجمعة ليوم أمس والتي أقيمت بمركز الامام الهادي ببرشلونة، خصص سيد العربي خطيب المركز ورئيسه، موضوع الخطبة، لاستعراض ومناقشة خطبة النبي الأكرم عليه وعلى آله الصلاة والسلام لاستقبال شهر رمضان، والتي رواها الصدوق بسند معتبر عن الامام الرضا، عن آبائه، عن أمير المومنين عليهم السلام جميعاً.

فبعد حمد الله والثناء عليه، والصلاة على النبي وآله، ودعوة المومنين والمومنات الى تقوى الله في صيام شهر رمضان عملاً بقول الله تعالى : ﴿ يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من   قبلكم لعلكم تتقون أياماً معدودات ﴾. البقرة. 183. 184.

استهل السيد الخطيب الخطبة الاولى بالتعرض للفقرة أو المقطع الأول من الخطبة الشريفة : « أيها الناس، انه قد أقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه افضل الايام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات... » حيث نبه الى أنه ولفهم كلمات هذه الفقرة ومضامينها وأبعادها وقيمتها، وخاصة تلك التي أتت بعد الذيباجة التي تنص على ان الشهر هو شهر الله، وشهر البركة والرحمة والمغفرة،  لا بد من مقدمة بسيطة تعين على ذالك.

ذالك أن الله عز وجل الذي خلق البشر وفضل بعضهم على بعض، واصطفى فئة منهم وجعلها من خاصته، وخلق الأمكنة، واصطفى بعضها على بعض بأن خصها بمنزلة خاصة عنده، وجعل العمل فيها يعظم بعظمة اختيارها وخصها بهذه القيمة، كما هو الشأن مع الحرم المكي والمدني والقدسي... وباقي العتبات الشريفة، فإنه جل جلاله، خلق كذالك الأزمنة واصطفى بعضها على بعض، ومن الأزمنة المصطفاة شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الذي خصه الله بإضافته الى جلال قدره، ومن هنا فإن هذا الشهر أخذ قيمته من هذه الإضافة الكريمة ومن هذا الاصطفاء الالهي، فكانت أيامه ولياليه وساعاته... بهذا المستوى من الأهمية، وكان للعمل فيه عظمة مأخوذة من عظمة إسناده الى العظيم جل شأنه.

لذالك كانت لأيامه ولياليه وساعاته... هذه المكانة والأفضلية على غيرها من باقي أيام السنة.

وأما الخطبة الثانية، فقد خصها السيد الخطيب لا ستعراض وتحليل الفقرة الثانية من الخطبة : « هو شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فسلوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة ان يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم ». حيث أكد مرة أخرى ولاستيعاب هذه المضامين الراقية، لا بأس من مقدمة تضع المستمع في سياق ذالك. ذالك أن الله عز وجل اعتبر الصائم الذي يقبل على صيام شهره هذا هو ضيف عند الله، ولما كان من عادة المضيف من الناس أن يستعد لاستضافة الضيف، بتهييئ المقام وتحضير ما لذ وطاب من المطعم والشراب حتى يكون في مستوى الضيافة، فإن الباري جل شأنه، وباعتباره مضيفاً لعباده في هذا الشهر، فإن ضيافته لا بد وأنها ستكون فوق ما يمكن أن يتصوره المرء والعقل البسيط، ولذالك جاءت على هذا المستوى الراقي من العطاء والإنعام... من جعل النَّفَس تسبيح والنوم عبادة...

لذالك كان اعتبار نوم الصائم وأنفاسه التي هي من الأمور الفطرية التي يستحيل تصور حياة إنسان دونها، عبادة وتسبيح... من مستلزمات نعم الله على عبده التي اقتضاها مقام الضيافة الالهية للصائم في شهر الله، وكذالك الشأن بالنسبة لقبول العمل واستجابة الدعاء، فهذه الأمور ضمنها الله عز وجل للصائم في هذا الشهر على عكس باقي الأشهر الأخرى، لما يستلزمه مقام الاستضافة، وما على العبد الا أن يتوجه الى الله وهو يقوم بذالك، بنية صادقة وقلب طاهر كشرطين أساسين للاستفادة مما هو مقدم له كضيف وبصفة استثنائية في هذا الشهر المبارك.

ولو تعامل الانسان بهذا المستوى من الفهم والوعي مع هذه الخطبة التي تعتبر مدخلاً لفهم خصوصيات رمضان، لأقبل على شهر رمضان بعقل ووعي يمكنانه من الاستفادة من كل ما يقدمه هذا الشهر المبارك من امتيازات خاصة إن على مستوى العبادة، أو على مستوى الجانب النفسي والتربوي والخلقي...  

ليختم في النهاية السيد الخطيب، بالتنصيص على أن الغاية من هذه الخطبة، خطبة النبي الاكرم، هو إعداد الصائم عقلاً ووجداناً لكي يكون في مستوى الحدث، والا فإن من لم يفهم مضامين هذه الخطبة وأبعادها، فإنه سيتعاطى مع شهر رمضان، تعاطي أصحاب المناسبات والمواسيم... أو تعاطي ميتافيزيقي مثالي يجعل ما ورد فيها من الخطب الحماسية التي بيقى نيل ما جاء فيها من القضايا المثالية.

No hay comentarios:

Publicar un comentario