Translate
sábado, 5 de julio de 2014
خطبة الجمعة 12
خطبة استقبال شهر رمضان 2 :
في خطبة الجمعة ليوم
أمس والتي أقيمت بمركز الامام الهادي ببرشلونة، تابع فيها فضيلة سيد العربي خطيب
المركز ورئيسه، الحديث عن خطبة النبي الأكرم (ص) في استقبال شهر رمضان.
ذالك وبعد حمد الله
والثناء عليه، والصلاة على النبي وآله، وقراءة سورة من القرآن الكريم، ودعوة
الحاضرين الى ضرورة التحلي بتقوى الله عز وجل، استهل فضيلة السيد الخطبة الاولى
بالحديث عن الفقرة المتعلقة بالتذكر : « ... واذكروا
بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه ». حيث نبه الى أنه من العبر التي
يجب استخلاصها من صيام شهر رمضان، الوقوف عند حالة الجوع والعطش التي تنتاب
الانسان وخاصة في فصل الصيف هذا الذي تصل ساعات الصيام فيه في بعض الأماكن الى
ثمان عشرة ساعة أو يزيد، ودرجة الحرارة تصل الى ما بين الثلاثين والأربعين درجة،
حيث هذا العناء الصغير إذا ما قورن بعناء يوم الحساب، يجب أن يذكر الصائم بجوع
وعطش ذالك اليوم الذي لا ينتهي، يوم الوقوف بين يدي الله، يوم الحساب والاطلاع على
المصائر، ذالك اليوم الذي أشار القرآن الكريم اليه بقوله : ﴿
وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون ﴾. الحج.
47. فحالة جوع وعطش الصائم يجب ان لا تمر عليه مرور الكرام، وإنما ينبغي الوقوف
عندها بنوع من التأمل والتدبر والتفكر، ليتذكر الصائم بها جوع وعطش يوم القيامة،
ومن ثم تكون دافعاً له لتجاوز أثر ذالك اليوم المشهود على النفس، ووقايتها من
هوله، وذالك بوضع خطة استباقية لتفادي أثره وشدة هوله، إذ أن عمق التذكر ينبغي أن
يقود الى ذالك، ولا يعني بأي حال من الأحوال وضع اليد على الخد والاستسلام لما هو
آت. وهذا ما نفهمه من الجمل التي تلي مباشرة الجملة المذكورة أعلاه، حيث جاء فيها
: « ... وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم،
وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم... ». فهذه التعليمات كلها
أتت مباشرة بعد الدعوة الى التذكر بجوع وعطش الصوم، جوع وعطش يوم الحساب، وهي
بذالك لم تأت اعتباطاً يسترسل فضيلة السيد، وإنما جاءت كخطة استباقية رسمت بعناية
ودقة لتجاوز عطش ذالك اليوم، بمعنى أن الاقتداء بهذه التعاليم وتطبيقها، لا شك أنه
سيقي أثر جوع وعطش ذالك اليوم، من هنا فإن التذكر هذا هو يتجاوز الوعي بالقضية،
الى تطبيق عملي يأتي نتيجة ذالك الوعي.
وأما الخطبة الثانية،
فقد استهلها فضيلة السيد بالإشارة الى الفقرة المتعلقة بالاخلاق والتي جاء في
مطلعها : « من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه
الأقدام ».
حيث أشار الى أن قضية الأخلاق، هي قضية محورية في صوم شهر رمضان، ذالك أنه يفترض
وبعد قطع هذه الأشواط من تطبيق التعاليم الواردة في الخطبة النبوية الشريفة الى حد
هذه الفقرة، أن هذه التعاليم التي هي عبارة عن مرفقات عبادة الصوم، من الطبيعي أن
تحدث تأثيراً خارجياً على الصائم، وبالتحديد على سلوكه، هذا التأثير الايجابي
المسمى بالاخلاق، يجب أن يطرأعليه تحسناً واضحاً، ذالك وكما نقول دائماً، أن أحد
أهداف العبادة هو زرع العامل الخلقي عند صاحبها، ومن ثم كان المطلوب من الصائم أن
يحسن خلقه، وباعتبار قيمة ذالك إن على مستوى الصائم أو على مستوى مجتمعه، فإن
الجائزة كانت كبيرة بحجم الجواز والمرور على الصراط.
من هنا يضيف فضيلة
السيد الخطيب، فإن آثار الصوم يجب أن تتجاوز المومن الصائم، لتمس كل المجتمع بما
في ذالك الغير المنتمي للاسلام، فالصائم يجب أن يتحول الى صوم يمشي بين الناس، أن
يغادر الذات وأماكن العبادة ليستقر في عمق المجتمع، أن يصير إمساكاً عن الأذى وعن
وضع اليد على ما لا يحل وضع اليد عليه، من أموال عامة، وكسوة وطعام... خصصت جميعها
لمن يحتاج اليها من الفقراء والمساكين، أن يصبح الصوم بهذا المعنى عنواناً لخلق الصائم،
يعمل من خلاله الصائم على ترجمة قول الله عز وجل : ﴿ وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ﴾. الأنبياء 107. الى
واقع عملي بواسطة صومه، وذالك بإشراك الجيران ما يعيشه من
أجواء الصوم، بتخصيص يوم للإفطار خاص بهم، وإطلاعهم من خلال العمل قبل القول على
مضامين الصوم وأبعاده، وأن يتحول بذالك الى عنصر فاعل، وعامل قوة بالنسبة لمجتمعه
ومن موقع التعددية والتنوع... حتى يتحول الاسلام الى رافد من ورافد المجتمع بما
يحمله الصائم الجامع للأخلاق من قيم تتناسب من جهة مع بعض قيم المجتمع، ومن جهة
أخرى تعمل في اتجاه حمايته والحفاظ على تماسك نسيجه الاجتماعي.
ليختم فضيلة السيد بالتأكيد على أن الصوم في النهاية، ما هو الا عبادة من
العبادات التي أحد أهدافها، تربية الصائم تربية تنعكس على ذاته، لتتعداه فيما بعد
لتنعكس إيجاباً على مجتمعه ككل.
Suscribirse a:
Enviar comentarios (Atom)
No hay comentarios:
Publicar un comentario