Translate
miércoles, 30 de julio de 2014
خطبة الجمعة 15
شهر رمضان : محطة تزود للانطلاق نحو
المستقبل
في خطبة الجمعة الأخير
من شهر رمضان والذي أقيمت بمركز الامام الهادي ببرشلونة، تناول فضيلة السيد العربي
البقالي الحَسَني خطيب المركز بالدرس والتحليل، موضوع : شهر رمضان محطة تزود
للانطلاق نحو المستقبل، حيث وبعد الثناء على الله وحمده وشكره، والصلاة على النبي وآل
بيته الأطهار، وقراءة سورة من القرآن الكريم، وتذكير الحاضرين بأهمية تقوى الله في
حياة المومن.
استهل فضيلته الخطبة
الأولى بالحديث عن كون شهر رمضان بما يحمل من كرم إلهي لا يحصى ولا يعد، وبما يحمل
من أجواء عطرة ملؤها العفو والمغفرة والعتق من النار... غايته في ذالك ليس الشهر
لذاته، وليست المناسبة لذاتها، وإنما تخصيص هذا الشهر الكريم لإعداد المومن
إعداداً جيداً لمواجهة المستقبل، لأن حياة المومن مليئة بالتحديات، ولتخطي هذه
التحديات، لا بد من استعداد نفسي وروحي وبدني يكون في مستوى التحديات المطروحة، من
هنا كان هذا الشهر الكريم مناسبة خاصة، وتربصاً ميدانياً يتدرب فيه المومن على
كيفية مواجهة الصعاب والتحديات، ومن ثم تخطيها بوعي كامل وعقلية مستوعبة لمتطلبات
المرحلة، ومحطة يتزود منها لا ستشراف المستقبل بنفس مطمئنة.
فالعبادة كما نعلم
جميعاً لا تنحصر غايتها في جمع الحسنات وادخارها ليوم الحساب، وإنما غايتها أيضاً
تربية العابد ليكون إنساناً قادراً على فهم محيطه وإتقان التحرك داخله، حتى يكون
في مستوى الرسالة التي يحملها، وليتمكن بذالك من أدائها على أحسن وجه، كما أن
الجانب العبادي لا ينحصر بزمان أو مكان محددين من حياة المومن، بل إن حياة المومن
كلها عبادة بما فيها الأمور ذات الصبغة أو الصورة الدنيوية : ﴿
قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك
له ﴾. الأنعام. 162. 163.
من هنا فكل ما
ورد من المكرمات في شهر رمضان، وإن كان زمانها شهر رمضان المعظم، فإن آثارها جعلت
لتتجاوز هذا الشهر وتستمر مع الانسان طيلة حياته، وهذا ما نفهمه من كثير من
المقتطفات الواردة في خطبة النبي الأكرم عليه وعلى آله الصلاة والسلام في استقبال
شهر رمضان، من ذالك توجيهه للمومنين بالتضرع الى الله بالدعاء كي لا يصد في أوجههم
أبواب الجنان المفتحة في هذا الشهر، وهذا يعني توفيقهم الى العمل بعمل أهل الجنة
في شهر رمضان والاستمرار على ذالك خارجه حتى يلقوا الله وهم على ذالك الحال، وهكذا
مع جميع العبادات الواردة في هذا الشهر والتي تهدف الى تشجيع الصائم من خلال العفو
عن جرائمه السابقة وإسقاط ما علق من ذنوب في ذمته حتى ينطلق بنفس جديد وسيرة خالية
من كل الشوائب، وحتى يظهر اجتهاداً ومثابرة ما دامت الذمة أصبحت خالية، وما دامت
هناك فرصة للاندماج من جديد في النسيج الاجتماعي المومن الصالح، والذي لا يتأتى
الا بالعزم على المضي بنفس الاجتهاد الذي أظهر عنه في شهر رمضان، والذي يجب على
الصائم أن لا يكون تعاطيه معه تعاطي انتهازي، والا فإنه سيكون أساء الفهم لمغزى
ومضمون العمل في شهر رمضان وجوائزه التي لا حصر لها ولا عد، والذي ليس سوى محطة
لاستشراف المستقبل بكاهل خال من حمل الذنوب التي تقيد حركة المومن في الطريق الى
الله.
وأما في الخطبة
الثانية، فقد تحدث فضيلته عن الاستعدادت لأجواء العيد، والكيفية التي يجب أن تكون
عليها، بدءً من إخراج زكاة الفطر والتي يجب أن تكون معبراً وقنطرة من خلالها يتم
إشراك المعوزين في أجواء العيد الذي هو قبل كل شيء جو فرح وسرور، كما ينبغي وضمن
محيطنا المتسم بالتنوع والتعدد، إشراك الجيران في معنى العيد وأجوائه، وذالك
بتوجيه الدعوات لهم للمشاركة في احتفالات العيد، أو إعطائهم بعض ما يعد خصيصاً
لهذه المناسبة من الطعام والحلويات، وتقديم شروحات لهم بشأن مضامين العيد سواء في
بعده الديني أو الثقافي... خدمة لقضايا التعايش والتسامح والتواصل... والتي يوليها
الاسلام عناية خاصة من أجل ضمان استمرار العنصر البشري.
إن العيد يضيف
فضيلة السيد، هو تعبير صادق عن الانخراط في أجواء شهر رمضان وفهمها في عمقها،
ولذالك ورد في رواية عن أمير المومنين علي عليه السلام : أن في هذا اليوم يثاب
الفائزون ويخسر المبطلون، والفائز دائماً مطالب بإظهار كفائته في معرفة الحفاظ على
التتويج وعدم إضاعته، وتطوير الأداء بشأنه للحصول على مراتب أعلى، وهذا لن يتأتى
الا بالوعي بأن شهر رمضان ليس غاية، وإنما هو محطة لها ما قبلها وما بعدها يختم
فضيلة السيد.
Suscribirse a:
Enviar comentarios (Atom)
No hay comentarios:
Publicar un comentario