Translate

martes, 22 de julio de 2014

خطبة الجمعة 14


ذكرى استشهاد أمير المومنين علي عليه السلام :

في خطبة الجمعة لهذا الاسبوع والتي أقيمت بمركز الامام الهادي ببرشلونة، تطرق فضيلة خطيب المركز سيد العربي البقالي الحَسَني الى ذكرى استشهاد أمير المومنين علي عليه السلام، إذ وبعد حمد الله والثناء عليه بما يليق بجلاله وعظمته، والصلاة على محمد وآله الأطهار، وتلاوة سورة من القرآن الكريم، وتحريض الحاضرين على تقوى الله عز وجل سيراً على الهدي النبوي.

افتتح فضيلته الخطبة الاولى بالتعرض لهذه الذكرى الأليمة وذالك بالتذكير ببداية حياة صاحبها أمير المومنين علي عليه السلام ونهايتها، حيث سارت كلها في نسق واحد وفي سبيل واحد منذ أن تعرف عليه الناس وهو طفل يصلي بجوار الكعبة المشرفة الى جانب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والسيدة خديجة عليها السلام، كما عكس ذالك كعب ابن زهير في أحد أشعاره :

صهر النبي وخير الناس كلهم *** وكل من رامه بالفخر مفخور

صلى الصلاة مع الأمي أولهم *** قبل العباد ورب الناس مكفور

والى أن ختم ذالك بالشهادة في المحراب وبقولته المشهورة : فزت ورب الكعبة دون أن يغير أو يبدل، فالناس تعرفوا عليه ساجداً وودعوه ساجداً.

لكننا وعملاً بشعار : تلازم العِبْرَة والعَبْرَة، وأخذاً بعين الاعتبار طبيعة البيئة والمحيط، فإننا يضيف فضيلة السيد لن نجد أفضل في هذه الذكرى الغالية من أن نعيد رفع شعار : « الناس صنفان : إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ». ونعمل على تنزيله الى أرض الواقع، ذالك أنه وبعد أن أعطيت صور متعددة عن الاسلام، أساءت في مجملها الى الاسلام من حيث تقصد أو من حيث لا تقصد، فلقد آن الأوان للاشتغال وبجد من أجل محو هذه الصورة من أذهان الناس واقتلاعها من الواقع، وليعلم الجميع أن دين الاسلام هو ليس دين إقصاء، ولا ينتصر لطائفة أو لمذهب بعينه، بل هو دين إنساني يسمو فوق الاعتبارات الطائفية والمذهبية، بل إن دين الاسلام هو فطرة إنسانية موجودة في أعماق كل الناس، المومن به وغير المومن به، وعلى هذا فإن الاستفادة منه يجب أن تعم الجميع ودون استثناء، وهذا ما يعكسه قول الله عز وجل : ﴿ وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ﴾. الأنبياء. 107. وهو ما جاء قول الإمام عليه السلام ليؤكده من خلال كلامه الذي بين أيدينا، وهذا هو معنى قولنا دائماً ان الامام هو : عدل القرآن.

لذالك فالمهمة الملقاة على عاتقنا في الوقت الراهن، هي مهمة مزدوجة، لا تقتصر فقط على إبراز تعاليم الاسلام المحمدي الأصيل، الذي ينسجم تماماً مع كثير من قيم محيطنا ومجتمعنا الذي نعيش فيه ونشكل جزءً منه، كقيم المساواة والحرية والعدالة والتعددية والتعايش والتسامح والاحترام المتبادل... والذي جاء قول الامام في هذا الصدد ليلخصها في جملة رائعة، وإنما أيضاً إزالة ما علق بهذا الاسلام من مفاهيم مغلوطة لا تمت له بصلة. فالساحة ملغومة، وعلينا كسح هذه الألغام قبل كل شيء، ثم زرع الورود عوض هذه الألغام، وهي مهمة معقدة نوعاً ما، تقتضي منا أن نتمثل هذا الشعار في الذات، ونحياه أينما حللنا وارتحلنا، ليسهل علينا بعد ذالك نقله الى الواقع حتى يصبح الاسلام رافداَ من الروافد المتعددة للمجتمع، يدافع المجتمع نفسه عنه كدفاعه عن جزء من مكوناته.

بهذا فقط، يمكننا أن نعرب حقيقة عن عمق موالاتنا لأمير المومنين علي سلام الله عليه، حينما نعمل على نشر قيم دولته التي وإن لم تعمر طويلاً، لكنها استطاعت أن تكون مضرب الأمثال ومرجعاً ضمن الانظمة السياسية التي حققت العدل بين جميع مواطنيها دون النظر الى أديانهم أو أعراقهم أو أصولهم.

وأما الخطبة الثانية، فقد تحدث فيها فضيلة السيد عن أن أهم عربون حب ووفاء للإمام علي عليه السلام في ذكراه هذه، هو اعتبار أن وصيته التي أوصى بها الى الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام وباقي أبنائه قبيل رحيله، والمتعلقة بتقوى الله والسير على هدي النبي والعترة، هي وصية لنا أيضاّ، يعنينا كل ما جاء فيها، ويجب أن نلتزم بذالك في السراء والضراء، وأن لا نحيد عنها قيد أنملة، حتى يُصدق العملُ كل الشعارات التي نرفعها، ﴿ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ﴾. آل عمران. 31. والا فإن كل انتماء لا يترجم الى اتباع من ننتمي اليه، يظل مجرد شعار زائف، ومزايدة طائفية سرعان ما تنهار عند أول امتحان، كما كان شأن أولئك الذين دعوا الامام الحسين عليه السلام للقدوم الى العراق من أجل مبايعته، ثم ما لبثوا أن اختبأوا في بيوتهم، أو الخوارج الذين كانوا في صف الامام ثم خرجوا عليه ليتعبدو الله في النهاية باغتياله...

من هنا فالتخلق بأخلاق الامام والاقتداء بتعاليمه... هو عربون عن الوفاء له، والالتزام بنهجه الذي هو نهج الله ورسوله الأكرم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام يختم فضيلة السيد. 

No hay comentarios:

Publicar un comentario