Translate
viernes, 18 de abril de 2014
خطبة الجمعة. 2
العمل الجماعي سر
النجاح :
في
خطبة الجمعة لهذا اليوم والتي أقيمت بمركز الامام الهادي ببرشلونة، والتي اختار
لها سماحة السيد خطيب المركز عنوان : العمل الجماعي سر النجاح، وذالك انطلاقاً من
قوله تعالى : ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا
على الإثم والعدوان ﴾. المائدة. 2. استهل سماحته خطبته بحمد الله والثناء
عليه، وبالاقرار بالشهادتين والصلاة على النبي وآله عليهم السلام. حيث عرج بعد
ذالك الى التحريض على تقوى الله والتذكير بضرورة التسلح بها باعتبارها أفضل زاد
يمكن للمرء أن يتزود به اتقاء لذالك اليوم الذي لا ينتهي منبهاً في ذالك الى قوله
تعالى : ﴿ واتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله ﴾.
البقرة 281.
ثم
انتقل بعد ذالك ومن خلال الخطبة الثانية الى تناول موضوع الخطبة الرئيسي بالدرس
والتحليل، حيث اعتبر أن الاية هي بصدد التأسيس لقضية التعاون، وتحديد مجالاته، إذ
أن الشق الأول منها يحدد بشكل واضح المجال الذي ينبغي التعاون فيه، وهو التعاون
على التقوى والبر بجميع أنواعه، في حين الشق الثاني منها، ينهى عن التعاون على
الاثم والعدوان، بمعنى أنه بصدد تحديد المجال الذي يمنع الشرع الحكيم منعاً قاطعاً
التعاون فيه، لأن من شأن التعاون في ذالك، أن ينخر المجتمع من أساسه ويهدد كيانه،
وساق للتأكيد على ذالك، حديثاً للنبي الأكرم عليه وعلى آله الصلاة والسلام يتوعد
فيه المتعاون على الظلم ومن يقدم عوناً للظالم على ظلمه، حيث يقول : « من أعان ظالماً على ظلمه، جاء يوم القيامة وعلى جبهته مكتوب :
آيس من رحمة الله ». وفي سياق التشديد عن النهي على التعاون على الظلم،
أورد كلاماً لأمير المومنين علي عليه السلام جاء فيه : « بئس
الزاد الى المعاد، العدوان على العباد ».
كما
أن الاية في عنوانها الأبرز يؤكد سماحة السيد الخطيب، هي بشأن التأكيد على أهمية
التعاون في حياة المسلمين، إذ أن الفرد مهما بلغ من ذكاء ومهارات وإمكانات ذهنية،
فإن عمله لن يكون له نفس مردود الجماعة، كما أنه من جهة سيظل دائماً في حاجة الى
الجماعة، ولن يكون بإمكانه الاستغناء عنها، ليس لأنه اجتماعي بطبعه كما تؤكد
المقولة الفلسفية المشهورة، بل لأنه مجبول على حب الخير لنفسه كما يؤكد القرآن
الكريم ﴿ وإنه لحب الخير لشديد ﴾. العاديات. 8.
ولو استطاع إغناء نفسه لما اجتمع مع أحد ولما احتاج اليه، لذا فهو مجبر على
التعاون لتحقيق مآربه، من هنا وحيث أن الجنس البشري يحتاج الى التعاون فيما بينه
والى دور جميع الناس أعيانهم وعوامهم كما يؤكد ذالك أمير المومنين علي عليه السلام
في خطبة له حيث يقول : « وليس امرؤ وإن عظمت في الحق
منزلته، وتقدمت في الدين فضيلته، بفوق أن يعان على ما حمله الله من حقه، ولا امرؤ
وإن صغرته النفوس، واقتحمته العيون بدون أن يعين على ذالك أو يعان عليه ». فإن
الشرع الحكيم كما في هذه الاية وفي الحديث النبوي الشريف الذي يقول النبي عليه
وعلى آله الصلاة والسلام فيه : « الخلق عيال الله،
وأحبهم الى الله أنفعهم لعياله ». يشجع على التعاون في الخير من خلال مد يد
المساعدة الى الآخر.
ثم انتقل
سماحة السيد الخطيب الى الحث على ضرورة تنزيل هذا الفهم وهذا الوعي الى الواقع
العملي، وتبدو الحاجة ماسة الى ذالك في ظل مجتمع كالمجتمع الذي نعيش فيه والذي
تؤكد ثقافته على ضرورة تشجيع العمل ضمن الجماعة، وان عقليته هي عقلية مؤسسات،
والكل اذا ما اراد ان يحقق مبتغاه، ينتظم لذالك في اطار مؤسسات، ورأى أن أوجه
العمل الذي يمكن التعاون فيها هي أوجه متعددة، غير أن الأولوية يجب أن تعطى في
الوقت الراهن للتعاون من أجل الحفاظ على الهوية، وأكد على أن العمل يجب أن ينصب في
ذالك على إعداد جيل يمكنه أن يسير في هذا المجتمع المتعدد الاعراف والتقاليد
والثقافات، ويخالط الناس ويتعايش معهم بشكل سلس ودون أن يخاف أو يتخوف من فقدان
هويته، خاصة وان ثقافة المجتمع التي تشجع على التسامح واحترام التعددية تساعد على
ذالك، ودعا الى ضرورة الاستفادة من الامور الكثيرة الايجابية فيه وخاصة تلك
المتعلقة بالجانب التربوي والنظم الحديثة في ذالك والمرتبطة بتوجيه الطفل، وأبرز
في هذا الجانب الدور الذي يمكن أن تقوم به المساجد في هذا الاتجاه، إذ أن المساجد
لا ينبغي أن تظل فقط مكاناً للعبادة فحسب، وانما ينبغي أن تكون موقع إشعاع حضاري،
بمعنى أنه يجب أن تطلع بدورها في هذا السياق، بحيث ينبغي ان يكون لها مشروع تتحرك
من خلاله، مشروع ياخذ بعين الاعتبار إعداد مواطن صالح لوطنه ولمحيطه، يساهم في
بنائه من موقع هويته، ويعمل على إقرار قيم منظومتنا التربوية الاسلامية التي تنسجم
في جزء كبير منها مع ثقافة المجتمع، والتي من شأنها ان تخلق انسانا يفهم الواقع
بشكل أعمق، يعنيه كل ما يعني هذا الواقع، ويساهم في عملية إيجاد الحلول والبناء
المتواصل، وليس انساناً يفهم الاسلام على أنه هروب من الواقع وانعزال في البيوت
وانطواء على النفس.
Suscribirse a:
Enviar comentarios (Atom)
No hay comentarios:
Publicar un comentario