Translate

viernes, 25 de abril de 2014

خطبة الجمعة 3


الزهراء : عنوان لقيمة المرأة في الاسلام

 

بمناسبة ذكرى ميلاد الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، خصص خطيب مركز الامام الهادي ببرشلونة خطبة جمعة هذا اليوم لهذه المناسبة الكريمة، حيث عنونها بعنوان : الزهراء : عنوان لقيمة المرأة في الاسلام.

وكعادته استهل سماحة الخطيب الخطبة الأولى بالاشارة الى أهمية الحضور الى الجمعة، وذالك عبر التنبيه الى حديث الامام الصادق عليه السلام والذي يقول فيه : « ما من قدم سعت الى الجمعة الا حرم الله جسدها على النار ». لينتقل بعد ذالك الى تذكير الحاضرين بتقوى الله وذالك كله بعد حمد الله والثناء عليه والاقرار بالشهادتين والصلاة على النبي وآله الأطهار، وقراء سورة من القرآن الكريم. إذ تطرق بعد هذا الى الأزمة الاقتصادية التي يعاني ويلاتها الناس، ونبه في هذا الصدد الى أن أحد وأهم مخارجها بالاضافة الى الحلول المعهودة والتي يشتغل عليها الجميع، تقوى الله عز وجل، إذ أن التقوى كما ورد في القرآن الكريم مجلبة للرزق من حيث لا ينتظر المرء، مستدلاً في ذالك بقوله تعالى : ﴿ ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ﴾. الطلاق 2. 3.

بعدها انتقل سماحة الخطيب ليستهل الخطبة الثانية بتحليل الموضوع الرئيسي والمرتبط بالحديث عن المرأة في الاسلام من خلال الزهراء عليها السلام، حيث قدم لذالك بتوطئة تعطي صورة عن وضع المرأة قبل مجيء الاسلام، حيث نبه الى أن المجتمع الجاهلي كان يعتبر المرأة وصمة عار في جبين كل من يزدان فراشه بالأنثى، وقد أشار في ذالك الى قوله تعالى : ﴿ وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به، أم يمسكه على هون أم يدسه في التراب ﴾. النحل 58. 59. فجاء الاسلام ومن خلال النبي الأكرم ليقلب الطاولة على هذه المفاهيم وذالك بقوله في حق الزهراء : « فداها أبي وأمي ». لينتقل بذالك بوضع المرأة من عار يجب وأده في التراب، الى كائن ُيفدى بالأب والأم، وليجعل من ذالك ثورة حقيقية في مجال تحرير المرأة.

على أنه وقبل الاستمرار في الحديث عن المرأة في شخص الزهراء سلام الله عليها، أراد سماحته أن ينبه الى أن الاسلام قدم لقيمة المرأة بصفة عامة من خلال بعض النماذج النسوية والتي شكلت صورة متميزة عن مكانتها، فكانت قصة ملكة سبأ مع نبي الله سليمان عليه السلام : ﴿ قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون ﴾. النمل 32. وآسية زوجة فرعون ومريم ابنة عمران ﴿ وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابني لي عندن بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين، ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها... ﴾. التحريم 11. 12. لـتأتي هذه النماذج لتحدثنا عن رجحان عقل المرأة وعن عفتها وطهرها وقدرتها على التمايز في لحظات دقيقة يُحتفظ فيها بالمواقف المتميزة، فكانت المرأة هي من سجلت هذه المواقف.

على أن الزهراء سلام الله عليها تبقى مع كل هذا نموذجاً فريدا قدمه الاسلام عن المرأة، إذ جمعت في ذاتها ولوحدها كل هذه المواقف السابقة يتابع سماحة الخطيب، فلقد كان أبوها النبي الأكرم وهو المبلغ عن الله المشرع، يعاملها معاملة راقية، إذ كما أوردت الروايات الصادرة عن المسلمين قاطبة، أنه كان إذا دخلت عليه وهو في مجلسه، يقوم لها ويقبلها، ثم يقعدها مكانه، وكان إذا سافر يجعلها آخر من يودع، وإذا عاد من سفره يصر على ان تكون أول من يلقاه. وكان يصفها بسيدة نساء العالمين، وسيدة نساء أهل الجنة، وروحه التي بين جنبيه، وبضعته التي يؤذيه ما يؤذيها. وكان يخبر على أن الرب يرضى لرضى فاطمة ويغضب لغضبها... كما أن حركيتها في الواقع كلها كانت تؤكد عظمتها هذه، اذ كانت تهتم بابيها اهتماماً شديداً، فتزيل عنه الغبار اذا عاد من المعارك، وتغسل قدميه، وتقوم له ان دخل عليها فتقبله وتجلسه مكانها، وتهتم لحال الأيتام... وقضايا كثيرة يضيق المجال لذكرها تختزل كلها الاسلام في ذات الزهراء سلام الله عليها، فمن أي قيمة من قيم الاسلام ابتدأت، ستجدها ماثلة في الزهراء سلام الله عليها يضيف سماحة الخطيب، فهي كانت النموذج المصغر للنبي الأكرم عليه السلام.

ولعظمة المرأة في الاسلام، يكفي ان نفهم أن المرأة الزهراء كانت حلقة وصل بين النبوة والإمامة، وأنها المرأة الوحيدة المعصومة التي جعلت مقابل ثلاثة عشر معصوماً ذكراً يؤكد سماحته.

ليختم كلامه بالقول، هذه هي قيمة المرأة وحقيقتها في الاسلام من خلال الزهراء، فبأي نموذج تساءل سماحته ياخذ المسلمون في تعاطيهم مع المرأة في واقعنا الحالي؟ هل بالنموذج الجاهلي الذي كان يعتبر المرأة عنواناً للذل والعار والهوان، أم النموذج الاسلامي الذي أعز المرأة وبوأها مكانة مرموقة؟!

لا شك ان الناظر الى حال المسلمين، سيجدهم في معاملتهم للمرأة أقرب الى المجتمع الجاهلي منه الى الفهم الاسلامي، ذالك لأن معظم المسلمين يجهلون كل شيء عن قيمة المرأة في الاسلام ما داموا لا يعرفون عن الزهراء أي شيء، لذا فهم محكومون بالاعراف والتقاليد أكثر من معرفتهم بإسلامهم الذي يجعل نبيه مستعداً لأن يفدي المرأة بابيه وأمه.

ان المجتمع الذي نعيش فيه لا شك انه خطا خطوات عملاقة في مجال حقوق المرأة، لذا ينبه سماحته الى ضرورة التفاعل مع معظم هذه الخطوات الايجابية بالاضافة لها ما يطرحه الاسلام من قيم في سبيل تعزيز مكانة المرأة، لنجعل الزهراء سلام الله عليها ماثلة في بناتنا ونسائنا وأخواتنا... يكمل بذالك سماحته حديثه عن المرأة في الاسلام.

No hay comentarios:

Publicar un comentario